يعتبر الزنجبيل من الأعشاب الطبية الشهيرة
التي استخدمها البشر لآلاف السنين لعلاج العديد من المشكلات الصحية، ومن أبرز
فوائده استخدامه في علاج الغثيان والدوار. يتميز الزنجبيل بمحتواه الغني بالمركبات
النشطة مثل الجينجيرول، التي تتمتع بخصائص مضادة للغثيان والدوار. في هذا
المقال، سنتعرف على كيفية استخدام الزنجبيل في علاج الغثيان والدوار وفوائده
العديدة في هذا السياق.
.1ما هو الغثيان؟
الغثيان هو الشعور بعدم الراحة في المعدة
والذي قد يؤدي إلى رغبة في التقيؤ. يمكن أن يكون الغثيان عرضًا لمجموعة واسعة من
الحالات الصحية مثل التسمم الغذائي، التهاب المعدة، أو الحمل (خصوصًا في الثلث
الأول). قد يرافق الغثيان أيضًا شعور بالدوار، وهو الإحساس بعدم التوازن أو
الدوران.
.2الزنجبيل: علاج طبيعي للغثيان والدوار
لقد استخدم الزنجبيل في الطب التقليدي لعلاج
مشاكل الجهاز الهضمي والعديد من الأمراض الأخرى، بما في ذلك الغثيان والدوار. تشير
العديد من الدراسات العلمية إلى أن الزنجبيل يمكن أن يكون فعالًا في تخفيف الغثيان
وتحسين التوازن، خاصة عندما يكون الغثيان ناتجًا عن حالات مختلفة مثل:
- غثيان الحمل: يُعتبر الزنجبيل من العلاجات الطبيعية الآمنة التي
تساعد في تقليل أعراض الغثيان المرتبط بالحمل، خاصة في الأسابيع الأولى من
الحمل.
- الغثيان الناتج عن العلاج الكيميائي: يُستخدم الزنجبيل كعلاج مكمل للحد من الغثيان
والقيء الناجم عن العلاجات الكيميائية لمرضى السرطان.
- دوار الحركة (الدوار الناجم عن السفر): يعاني العديد من الأشخاص من الدوار والغثيان عند
السفر بالطائرة أو السفينة أو السيارة. يمكن أن يساعد الزنجبيل في تقليل هذه
الأعراض.
.3كيف يساعد الزنجبيل في علاج الغثيان والدوار؟
يعود تأثير الزنجبيل الفعال في علاج الغثيان
والدوار إلى خصائصه الفريدة التي تعمل على تهدئة الجهاز الهضمي وتعزيز الحركة
الطبيعية للطعام والسوائل داخل المعدة والأمعاء. إليك كيفية تأثير الزنجبيل في هذا
السياق:
تحفيز الجهاز الهضمي
الزنجبيل يحتوي على مركبات فعالة مثل الجينجيرول
و الشوغول، التي تساعد في تحسين حركة الجهاز الهضمي. هذه المركبات تحفز
حركة الأمعاء وتساهم في تخفيف الغثيان الذي يحدث نتيجة عسر الهضم أو تراكم الغازات
في المعدة.
مضاد للغثيان
تعمل مركبات الزنجبيل على تثبيط إشارات
الغثيان في الدماغ، ما يقلل من الشعور بالغثيان ويمنع حدوث القيء. يمكن للزنجبيل
أن يتداخل مع إشارات الدماغ الخاصة بالغثيان عن طريق التأثير على المستقبلات
العصبية في الجهاز الهضمي.
تحسين تدفق الدم
يعتقد أن الزنجبيل يساعد في تعزيز الدورة
الدموية وتنظيم تدفق الدم إلى المعدة، مما يساهم في تحسين عملية الهضم وتقليل
أعراض الغثيان المرتبطة بالإجهاد أو الدوار.
مكافحة التوتر والقلق
بعض حالات الغثيان تحدث بسبب القلق أو التوتر
النفسي، وخاصة في حالات السفر أو عند الخضوع لبعض العلاجات الطبية. يساعد الزنجبيل
في تقليل مستويات التوتر بفضل تأثيره المهدئ، مما يساهم في تقليل الغثيان المرتبط
بالقلق.
.4 كيفية استخدام الزنجبيل لعلاج الغثيان والدوار
الزنجبيل يمكن أن يُستهلك بعدة طرق للتخفيف
من أعراض الغثيان والدوار. إليك بعض الطرق الفعالة لاستخدامه:
شاي الزنجبيل
شاي الزنجبيل هو أحد أبسط وأشهر طرق تناول
الزنجبيل لعلاج الغثيان. لتحضيره، يمكنك إضافة شرائح الزنجبيل الطازج إلى ماء مغلي
وتركه يغلي لبضع دقائق، ثم تصفيته وتناوله. يمكن أيضًا إضافة العسل لتحسين الطعم.
مكملات الزنجبيل
يتوفر الزنجبيل في شكل مكملات غذائية في معظم
الصيدليات. هذه المكملات تتوفر في شكل كبسولات أو أقراص، ويمكن تناولها حسب الجرعة
الموصى بها. يُفضل استشارة الطبيب قبل استخدام المكملات، خاصة للنساء الحوامل أو
الأشخاص الذين يعانون من حالات طبية معينة.
ماء الزنجبيل
يمكنك تحضير ماء الزنجبيل عن طريق غلي قطع
الزنجبيل الطازج في الماء لفترة قصيرة، ثم شربه ببطء طوال اليوم. هذه الطريقة
تعتبر فعالة لتحفيز الهضم وتقليل الغثيان الناتج عن عسر الهضم أو الإجهاد.
مضغ الزنجبيل الطازج
بعض الأشخاص يفضلون مضغ قطعة صغيرة من
الزنجبيل الطازج مباشرة، وهو ما يمكن أن يساعد في تخفيف الغثيان بشكل سريع. هذا
الخيار يناسب الأشخاص الذين يعانون من الغثيان المفاجئ ويرغبون في تخفيفه بسرعة.
استخدام زيت الزنجبيل العطري
زيت الزنجبيل العطري يمكن أن يكون مفيدًا
أيضًا في تخفيف الغثيان والدوار. يمكن استنشاق رائحة الزيت العطري أو تدليك بضع
قطرات منه على المعابد أو أسفل الأنف للحصول على تأثير مهدئ.
.5الكمية المناسبة من الزنجبيل
على الرغم من أن الزنجبيل يعد علاجًا طبيعيًا
آمنًا في الغالب، فإنه يجب تناوله بحذر. من الأفضل استهلاك الزنجبيل بكميات
معتدلة، حيث يمكن أن يؤدي تناوله بكميات كبيرة إلى بعض الآثار الجانبية مثل حرقة
المعدة أو الإسهال. الجرعة الموصى بها عادة هي من 1 إلى 2 جرام من الزنجبيل الطازج
يوميًا. في حال استخدام المكملات، يجب الالتزام بالجرعة المحددة على العبوة أو
استشارة الطبيب.
.6الزنجبيل والحمل
يُعتبر الزنجبيل آمنًا عند استخدامه بشكل
معتدل لعلاج الغثيان المرتبط بالحمل، خاصة في الشهور الأولى. ومع ذلك، يُنصح
دائمًا بالتحدث مع الطبيب قبل البدء في تناول الزنجبيل أثناء الحمل لتحديد الجرعة
المناسبة وتجنب أي آثار جانبية.